|  الفائدة التاسعة والأربعون الفرق بين كلمة (رب) وكلمة (إله

قال الله تعالى {يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} (النحل:2)
هذا {لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ} - كما يقول الرب تبارك وتعالى - هذا توحيد الألوهية ونفس الشيء {فَاتَّقُونِ} دعوة إلى توحيد الألوهية لكن الفرق أن الأول به عرَّف الله تبارك وتعالى، وقلنا إن كلمة (رب) تفيد توحيد الربوبية، أما كلمة (إله) تفيد توحيد الألوهية وقلنا مراراً إن الله جل وعلا لما كلم موسى وموسى قدم يبحث عن جذوة من النار - والله يربي عباده على التوحيدين - فلما قدم موسى ليلتمس جذوة من النار - وهو لا يدري أنه نبي ولا أنه موسى الذي سيصبح كليم الله أو صفيه كل هذا كان موسى عليه السلام يجهله - فجاء خائفاً يرقب هذه النار، فالله جل وعلا قبل أن يُملي عليه توحيد الألوهية - وهو مطلب الرب جل وعلا من خلقه - قال له تبارك وتعالى {...يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ...} فأشعره بالطمأنينة الآن لم يطلب منه أي طلب لأنه لما قال له: {أَنَا رَبُّكَ} كما يقول لك أبوك وأنت ضائع: أنا أبوك أنا أخوك الأكبر أنا رئيسك أنا مديرك أنا أميرك حتى تشعر بالطمأنينة فقال له ربه جل وعلا: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} فشعر موسى بالطمأنينة لأنه لا يوجد تكليف {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} لما شعر موسى بالطمأنينة طلب منه الله جل وعلا أن يعبده قال الله جل وعلا {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} الآن أعطاه توحيد الألوهية قال {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} بعد أن مهد بتوحيد الربوبية
تأملات في سورة النحل

قال الله تعالى في أول سورة العلق {اقرأ باسم ربك الذي خلق}
الرب الله جلا جلاله إذا وصف وتحدثنا عنه بأنه رب أو ذكر بأنه رب فإنما يعنى بهذا الذكر عناية الله بالخلق وإحاطته ورأفته ورحمته جل وعلا بخلقه لأن رب كل شئ صاحبه وهو جل وعلا رءوف رحيم بخلقه رباهم بالنعم وأوجدهم من العدم من قبل فلهذا ذكرت كلمة (رب) ولم تذكر كلمة (إله) حتى يشعر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستئناس والطمأنينة وهي نفس الطريقة التي عامل الله جلا وعلا بها موسى عليه السلام يوم أن أوحي إليه في الوادي المقدس قال الله تعالى له: {إني أنا ربك} ولم يقل له: إني أنا إلهك لأن كلمة (إله) تعنى التكليف المطالب به العبد أما كلمة (رب) فتعنى ما يغدق به الله جلا وعلا على عباده وخيار خلقه من الفضل والمعروف والإحسان والكرامة فلذلك قال جبريل يتلو على النبي مبلغا عن الله {اقرأ باسم ربك الذي خلق}
محاسن التأويل / سورة القلم
 الفائدة الخمسون
وعد الله تعالى في آيات القرآن
وعد الله جل وعلا ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول: وعد الله للمتقين أنهم يدخلون الجنة وهذا لا يخلف أبدا وعليه يحمل قول الله جل وعلا (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)
الثاني: وعيد الله جل وعلا للكفار أنهم يدخلون النار وهذا واقع لا محالة وعليه يحمل قول الله جل وعلا (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)
الثالث: وعيد الله لعصاة المؤمنين قال جل وعلا (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) وقال تبارك وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) إلى غير ذلك من آيات الوعيد الواردة في عصاة المؤمنين...هذه يقال فيها: تقع تحت المشيئة إن شاء الله أمضاها وإن شاء لم يمضها وعليها يحمل قول الله جل وعلا (وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ)
محاضرة وقفات إيمانية  الفائدة الواحد والخمسون
على سبيل الخبر لا على سبيل الإنشاء
قال الله جل وعلا في سورة الواقعة {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80)}
أخبر الله جل وعلا في آية خبرية وليست إنشائية قال: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}، هذه الآية مسوقة في سياق الخبر لا في سياق الإنشاء يعني لا يأتي أحد ويقول: لا يجوز لك أن تمس القرآن إلا وأنت طاهر لأن الله يقول: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}، لكن يجوز لنا أن نقول - وهذا قول جمهور العلماء -: لا يجوز لك أن تمس القرآن إلا وأنت طاهر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال - كما في حديث عمرو بن حزم - قال: "لا يمس القرآن إلا طاهر"، فالاستدلال بالحديث لا بالآية فإن اللام في قول الله جل وعلا: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (لا) نافية وليست (لا) الناهية، و(لا) الناهية هي التي يُراد بها الإنشاء والتكليف والطلب أما (لا) النافية إنما تسوق خبرا لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنما يُفهم من الإشارة لا من التصريح أنه ما دام أهل السماء لا يمس القرآن منهم إلا طاهر - وكلهم مُطهَّرون - فينبغي على أهل الأرض ألا يمسوا القرآن إلا وهم طاهرون وهذا قول جمهور العلماء وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجوز أن يمس المصحف من لم يكن متوضئا لأنهم لا يرون صحة حديث عمرو بن حزم لكن كما قلت ذهب مالك وجمهور العلماء معه على أنه لا يجوز أن يمس القرآن أحد إلا أن يكون طاهرا من الحدثين الأصغر والأكبر.
شريط إذا وقعت الواقعة (`*•.¸(`*•.¸ ¸.•*´)¸.•*´) «´`•.للتعليق: أضغط هنا .•´`» (¸.•*´(¸.•*´ `*•.¸)`*•.¸) send a msg 4 Someone Special like U  ودي وورودي °•||..Mr - 0K..||•° ارجو عدم الاضافه |
No comments:
Post a Comment