| 
الفائدة الثالثة والخمسون
من دلائل إعجاز القرآن
ذكر في كتابه المشرق والمغرب ذكرهما مفردين وذكرهما على هيئة التثنية وذكرهما على صيغة الجمع وكل ذكر لهما كان يوازي السياق العام الذي جاء فيه لما ذكر الله جل وعلا عبادته والتوجه إليه في الصلاة وهو حق له مطلق تبارك وتعالى لا يشاركه فيه أحد قال سبحانه {وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ} فأفرد الله ذكر المشرق وأفرد ذكر المغرب ولما ذكر جل وعلا الانقطاع إليه والتبتل إليه وذكر وحدانيته وأنه لا رب غيره ولا إله سواه قال سبحانه لنبيه {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} فذكرهما الله جل وعلا على هيئة الإفراد لأن السياق والمنح العام للآيات يتطلب هذا ولا ملزم على الله... فلما خاطب الله الثقلين الجن والأنس وقال جلا ذكره: {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّار ٍفَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} وكان الخطاب للإثنين ثنى جل وعلا المشرق والمغرب ولم يذكرهما مفردين كما فعل في الأولين قال جل ذكره {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْن فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
ولما ذكر سبحانه تفرق الناس على نبينا صلى الله عليه وسلم واختلافهم فيه أي القرشيين هذا يصدقه وهذا يكذبه والمكذبون له هذا يقول أنه مجنون وهذا يقول أنه ساحر وهذا يقول أنه كاهن وهذا متوقف فيه قال جل ثناؤه وتبارك اسمه {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِين * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ * كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ * فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} فجمع جل وعلا حتى يناسب اللفظ القرآني يناسب السياق العام والمنح الذي جاء فيه الأيه لما كان كفار قريش متفرقين في فهم القرآن في فهم الرسالة جاء الخطاب القرآني متفرقاً {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُون} من شريط الدر المنثور
 الفائدة الرابعة والخمسون الفرق بين كلمة (طريق) وكلمة (سبيل) هناك طــريق وهناك سبيــل
فكل ما يطرق أو لا يطرق يسمى طريق المعـنى: يعني كل مكان يؤدي إلى المكان الذي تريده يسمى طريق سواء اعتاد الناس أن يسلكوه أو لم يعتادوا أن يسلكوه. فمثلا نحن الآن في الرياض في إحدى جهاتها الخرج فهناك طريق يسلكه الناس وهناك طرق أخرى للخرج لا يسلُكها الناس فالذي يسلكونه والذي لا يسلكونه يسمى طريق أما الذي يسلكونه فيُسمّى سبيل ولا يُمكن تسمية مالا يُسلك بأنهُ سبيل ما لا يُسلك لا يسمى سبيل يسمى طريق ونقول طريق حتى للذي يُسلك لكنّ الذي يُسلك كذلك يُمكن أن نقول لهُ سبيل ولا نقول لهُ طريق هذا من حيث سلوك الناس لهُ . لكن سلوك الناس لطريق لا يلزم منهُ أن يؤدي إلى حق لا يلزم منهُ أن يؤدي إلى حق فلو فرضنا أن هُناك كنيسة وعدة طُرق للكنيسة فما يسلكهُ الناس إلى الكنيسة يُسمّى سبيل وما لا يسلكونهُ يُسمّى طريق لكن لا يلزُم أن الكنيسة دار حق لأن الكنيسة دار باطل فهذا الوصفُ لا يتعلق بصحة الوصول للمكان فإذا أردنا أن نصف الطريق الذي يؤدي إلى حق أو إلى باطل نقولُ في الذي يؤدي إلى حق طريقٌ عدل وسبيلٌ عدل .
أمّا ما يؤدي إلى باطل فيُقال طريق جائر أو سبيل جائر { وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ} النحل9 ... محاسن التأويل / سورة الإسراء (`*•.¸(`*•.¸ ¸.•*´)¸.•*´) «´`•.للتعليق: أضغط هنا .•´`» (¸.•*´(¸.•*´ `*•.¸)`*•.¸) send a msg 4 Someone Special like U  ودي وورودي °•||..Mr - 0K..||•° ارجو عدم الاضافه |
No comments:
Post a Comment