Thursday, January 27, 2011

شواءً في الجسد العربي..مقال



 

اللهَم وقد حرمتني حنان والديّ في هذة الدُنيا الفَانية 

فلا تحرمني لقياهم والسكنى بجوارهم في جنة عرضها السموات والارض

 

 




 
 

شواءً في الجسد العربي

فجرها البوعزيزي في تونس ، أضرم النار في جسده ، فانبعثت رائحة شواء اللحم في الهواء لتنتقل من حيز جسده إلى كامل التراب التونسي ثورةً عامّة ، بارك الناس النتيجة ونسوا المقدمة ، احتفلوا بالنهايات فماذا عن البدايات ؟

بسرعة البرق انتقلت العدوى سريعاً كعادة التقليعات والموضوات التي تذهب بألباب العرب ، وتخلبها لنسمع عن حريق في مصر ، ونشتم شواءً آخر بالجزائر وموريتانيا ، وعواصم أخرى .. هكذا وجد الغاز وعود الثقاب في الأجساد البائسة اليائسة فضاءً رحباً وسوقاً رائجة بعد أن انقطع استعمالهما حتى في البيوت  !!

لو كان الانتحار جائزاً ، لو قُدِّر أن قتل النفس مباحٌ لكان اختيار النار سفهاً في العقل وانحطاطاً في التفكير .. نعم ، كيف لإنسان أن يتجرع الألم ، -وأي ألم- ، حتى آخر نَفَسٍ من أنفاسه ؟!

عقلاء المنتحرين – إن صح التعبير – هم الذين يختارون أسرع الوسائل موتاً وأقلها إيلاماً ، أمّا النار فحسبك أن الله اختارها لتكون العذاب السرمدي لمن كفر به وجحد ألوهيته .

فرح الناس بالعاقبة ، وقطف التونسيون ثمرة الشرارة التي أضرمها البوعزيزي في جسده ، ولكن ماذا عنه ؟

ماذا عنه والله يقول : (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ، ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نُصْلِيْهِ ناراً وكان ذلك على الله يسيراً) ؟

ماذا عن البوعزيزي والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم يقول : (ومن قتل نفسه بشيء عُّذِبَ به في نار جهنم) ؟

إن الداخل في النار طوعاً أو حتى كرهاً بأمر أمير يوشك إن اقتحمها ألاّ يخرج منها ، بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فاستعمل عليها رجلا من الأنصار ، وأمرهم أن يطيعوه ، فغضب ، فقال : أليس أمركم النبي صلى الله عليه وسلم أن تطيعوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فاجمعوا لي حطبا ، فجمعوا ، فقال : أوقدوا نارا ، فأوقدوها ، فقال : ادخلوها ، فهموا وجعل بعضهم يمسك بعضا ، ويقولون : فررنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من النار ، فما زالوا حتى خمدت النار ، فسكن غضبه ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( لو دخلوها ما خرجوا منها إلى يوم القيامة ، الطاعة في المعروف ) .

نسي الناس مع نشوة النتيجة أن ما أقدم عليه البوعزيزي كبيرة من الكبائر ، وأكبر منها أنّ الأمر بات سنة سيئة يتكرر فصولاً في عالمنا العربي ، فعلى مَنْ وزرها ، وتلحق مَنْ تبعتها ؟

كم أنا حزين وأنا أسطر هذه الكلمات التي لولا التبعة الشرعية ، وواجب البيان الذي أخذه الله على من عندهم مسكة من علم ما كتبته ، كم آسف على الرجل الذي لا تبرر مظلمته أياً كانت أن يفعل بنفسه ما فعل .. كم آسى عليه ، لا هو بالذي سلم من التبعة ، ولا هو بالذي أدرك الظفر !!

كتبت هذه الكلمات طالباً أن يضع الناس حداً لهذه الرائحة ، رائحة الشواء المنبعثة من الأجساد في عالمنا العربي ، أن يضعوا حداً لقتل النفس ، فالله يريد لها الحياة لا الموت ، والغاية لا تبرر الوسيلة ولا تمررها .. وإنا لله وإنا إليه راجعون


 

 

 
شواءً في الجسد العربي
فجرها البوعزيزي في تونس ، أضرم النار في جسده ، فانبعثت رائحة شواء اللحم في الهواء لتنتقل من حيز جسده إلى كامل التراب التونسي ثورةً عامّة ، بارك الناس النتيجة ونسوا المقدمة ، احتفلوا بالنهايات فماذا عن البدايات ؟

بسرعة البرق انتقلت العدوى سريعاً كعادة التقليعات والموضوات التي تذهب بألباب العرب ، وتخلبها لنسمع عن.... للمزيد

http://alsayeg.com/pages/Articles/Details.aspx?ID=84


 
 
 
 


No comments:

Post a Comment